كانت السنة الثالثة لي في إستنبول و لم تكن تجذبني قبل ذلك اليوم (18/08/1999) أي أخبار عن الزلازل أو النكبات الطبيعية عموما. خلدت إلى فراشي في الساعة الثانية بعد منتصف الليل. ثم استيقظت حوالي الساعة 2:45 بسبب الهسهس. أدهشني هجوم الهسهس على بيتي في ذلك اليوم و تلك الساعة ليقرص مؤخرتي إذ أني كنت قد ودعته عند مغادرتي للأردن عام 1996 كما أن شقتي كانت في الطابق الثامن و في مجمع إسكاني نظيف يقطنه عسكريون متقاعدون. لم يقل لي الهسهس صراحة أن الزلزال قادم بعد عشرين دقيقة.
شربت كأسا من الماء ثم عدت إلى فراشي.
استيقظت مرة أخرى و سريري يهتز ظاناً أن محمدا الذي كنت أتوقع عودته من رحلته إلى الأردن قد عاد و يحاول ايقاظي ليمارس هوايته القديمة و هي ازعاجي.
نظرت بسرعة حولي, انغلق التلفاز الذي كنت تركته مفتوحا و لم اجد محمدا و في خلال ثوان ازدادت شدة الإهتزاز لدرجة أحسست بها بحالة تشبه انعدام الجاذبية.لم أستطع تثبيت نفسي و أنا انظر من النافذة و أقول لنفسي: سبحان الله ما الذي يحدث؟
لا أدري من أين جاءت "سبحان الله" هذه على فمي. و زاد هذا الجو غرابة عندما اصطدمت حمامة بزجاج النافذة التي كنت أنظر منها إلى المباني و الدنيا ترقص. لا أنسى أيضا الصوت الذي صاحب الإهتزاز و كان يشبه صوت عدة انفجارات شديدة لا تنقطع.
لم أكن قد فهمت بعد أنه زلزال قوته كانت قد بلغت 7.8 . استمر الإهتزاز 45 ثانية حسب المصادر المختصة. و بعد انهائه ذهبت إلى الحمام و غسلت و جهي ثم ألقيت بنفسي على السرير أفكر بما حدث. سمعت في هذه اللحظة أصوات الناس و صراخهم يتعالى و علمت عندها أن ما حدث كان أمرا جللاً.
جائني جار محترم يطرق الباب بشدة و يقول ماذا تفعل هنا إلى الآن يا أهبل. كنت ما زلت في حالة الدهشة و لم أسأله عما حدث و يحدث.
نزلنا إلى الحديقة فإذا أنا بأناس شبه عراة تركوا بيوتهم على عجل و آخرون يبكون بهستيرية لم أراها حتى في الأفلام.
لم أفهم!!!
جائني جار آخر و سألني إن كان لدي بطاريات لجهاز راديو صغير فقلت له نعم. صعدت إلى البيت فاهتزت الدنيا مرة أخرى و قلت: يا حبيبي ما الذي يحدث؟!
أعطيت ذلك الرجل البطاريات و سألته ما الذي يحدث فقال هذه الكلمة "زلزلة" و لم يقل زلزال. لم أكن أعلم أن الزلزلة تعني الزلزال عند الأتراك فقلت لنفسي و هذه المرة بصوت مسموع "أكلنا خرا, جاء يوم القيامة قبل أن نكفر عن ذنوبنا. صدقت يا علي عندما نصحتنا بأن نعمل لآخرتنا و كأنا نموت غدا و أن نعمل لدنيانا و كأنا نعيش أبدا"
سألت الرجل مرة أخرى و ما أدراك أنها الزلزلة و هل يأتي يوم القيامة هكذا بطيئاً؟ قال الرجل: تظن نفسك خفيف دم؟!.
لم أكتف و سألت رجلا آخر بجانبه زوجته شبه العارية هل هذا يوم القيامة فقال لا أدري يا أخي أتركني في حالي.
طبعا أدركت اننا في زلزال عادي بعد دقائق حيث استعدت قواي العقلية مرة أخرى و تذكرت أن علامات الساعة لم تظهر بعد إلا قليلا منها.
أعتقد الآن أن الأولوية في حماية الشعب التركي من ويلات الزلازل هي في محاولة فهم لغة الهسهس و التفاوض معه حتى لو كانوا under the gun.
قليل من الصور التي تظهر بعضا من الدمار:
بس
شربت كأسا من الماء ثم عدت إلى فراشي.
استيقظت مرة أخرى و سريري يهتز ظاناً أن محمدا الذي كنت أتوقع عودته من رحلته إلى الأردن قد عاد و يحاول ايقاظي ليمارس هوايته القديمة و هي ازعاجي.
نظرت بسرعة حولي, انغلق التلفاز الذي كنت تركته مفتوحا و لم اجد محمدا و في خلال ثوان ازدادت شدة الإهتزاز لدرجة أحسست بها بحالة تشبه انعدام الجاذبية.لم أستطع تثبيت نفسي و أنا انظر من النافذة و أقول لنفسي: سبحان الله ما الذي يحدث؟
لا أدري من أين جاءت "سبحان الله" هذه على فمي. و زاد هذا الجو غرابة عندما اصطدمت حمامة بزجاج النافذة التي كنت أنظر منها إلى المباني و الدنيا ترقص. لا أنسى أيضا الصوت الذي صاحب الإهتزاز و كان يشبه صوت عدة انفجارات شديدة لا تنقطع.
لم أكن قد فهمت بعد أنه زلزال قوته كانت قد بلغت 7.8 . استمر الإهتزاز 45 ثانية حسب المصادر المختصة. و بعد انهائه ذهبت إلى الحمام و غسلت و جهي ثم ألقيت بنفسي على السرير أفكر بما حدث. سمعت في هذه اللحظة أصوات الناس و صراخهم يتعالى و علمت عندها أن ما حدث كان أمرا جللاً.
جائني جار محترم يطرق الباب بشدة و يقول ماذا تفعل هنا إلى الآن يا أهبل. كنت ما زلت في حالة الدهشة و لم أسأله عما حدث و يحدث.
نزلنا إلى الحديقة فإذا أنا بأناس شبه عراة تركوا بيوتهم على عجل و آخرون يبكون بهستيرية لم أراها حتى في الأفلام.
لم أفهم!!!
جائني جار آخر و سألني إن كان لدي بطاريات لجهاز راديو صغير فقلت له نعم. صعدت إلى البيت فاهتزت الدنيا مرة أخرى و قلت: يا حبيبي ما الذي يحدث؟!
أعطيت ذلك الرجل البطاريات و سألته ما الذي يحدث فقال هذه الكلمة "زلزلة" و لم يقل زلزال. لم أكن أعلم أن الزلزلة تعني الزلزال عند الأتراك فقلت لنفسي و هذه المرة بصوت مسموع "أكلنا خرا, جاء يوم القيامة قبل أن نكفر عن ذنوبنا. صدقت يا علي عندما نصحتنا بأن نعمل لآخرتنا و كأنا نموت غدا و أن نعمل لدنيانا و كأنا نعيش أبدا"
سألت الرجل مرة أخرى و ما أدراك أنها الزلزلة و هل يأتي يوم القيامة هكذا بطيئاً؟ قال الرجل: تظن نفسك خفيف دم؟!.
لم أكتف و سألت رجلا آخر بجانبه زوجته شبه العارية هل هذا يوم القيامة فقال لا أدري يا أخي أتركني في حالي.
طبعا أدركت اننا في زلزال عادي بعد دقائق حيث استعدت قواي العقلية مرة أخرى و تذكرت أن علامات الساعة لم تظهر بعد إلا قليلا منها.
أعتقد الآن أن الأولوية في حماية الشعب التركي من ويلات الزلازل هي في محاولة فهم لغة الهسهس و التفاوض معه حتى لو كانوا under the gun.
قليل من الصور التي تظهر بعضا من الدمار:
بس
هناك تعليقان (٢):
هاهاهاهاهاهاها
يخرب عقلك يا عمر
يعني لازم العمارة تقع فوق دماغك عشان تفهم انه زلزال ؟؟
ولا الزلزلة يا أخي ، الله يحرسنا
هاهاهاهاهاهاهاها
واصل بنفس القوة يا عمر :)
أضحك كلما تذكرت هذه الحكاية. و لكني حقا لم أفهم من البداية انه كان زلزالا و اعتقد اني كنت محظوظا في ذلك. تعرف؟ لو انا حسيت إنه زلزال يمكن كان قفزت من البلكونة و الله.
بس
إرسال تعليق