الأربعاء، كانون الأول ٠١، ٢٠٠٤

الفيزا البريطانية زهقتني. يخرب بيت اليوم اللي اغتربت فيه

حاولت الإتصال قبل ايام بالقنصلية البريطانية في استنبول لتقديم طلب الفيزا حتى أدخل امتحان الPLAB فقيل لي أن القنصلية ما زالت مغلقة منذ تفجيرات ايتنبول السنة الفائتة. و انني علي ان أقدم الطلب إلى شركة سياحية معينة تعتني بأمور الفيزا البريطانية. يا أخي انا هلكت.
طلبت هذه الشركة مني وثائق كثيرة.
ـ إثباتا بان ابي يعمل
ـو إثباتا بانه يبعث لي المال باستمرار
ـثم ورقة تريهم حساب أبي البنكي
ـيريدون أيضا أن أعطيهم عنوان إقامتي في بريطانبا مع اني لم أذهب بعد. قالوا الحل الأفضل هو ان تحجز في فندق من الآن و تكتب عنوانه و رقم هاتفه.
ـسألوني إن كنت إرهابيا أم لا و هنا كانت ضحكتي الوحيدة.
ـثم نصحني أحدهم(تركي) بأن لا أذهب ففرص العمل في الطب هناك ضئيلة.
ـإلى آخره.
طبعا لهم كل الحق فيما يفعلون و لكن ما يقهرني هو أني أصلاً لا رغبة لي في الذهاب فانا فقط مضطر. تركيا لا تسمح لي بالعمل لأني أجنبي و إذا عدت إلى الأردن للعمل فسأتقاضى ما يقارب ال 300 دولار إذا كنت محظوظا و 300 دولار فقط تعني معيشة ضنكا في الأردن. أنا مقهور لأني الآن بدون عمل بسبب بلادي الخرائية و القوانين التركية. مهما كثرت مشاكلي مع الأتراك فأنا أحبهم و أحب بلدهم خصوصا استنبول و لو استطعت العمل هنا لما فكرت مرة وا حدة بالذهاب إلى بريطانيا. مالي و مال توني بلير!!
بالأمس زارني صديق من غزة(طفل حجر قديم) و اثناء حديثنا سألته إن كان يوافق على السلام مع إسرائيل إذا صحت الفرصة فقال مترددا "طبعا". فقلت و كيف يكون هذا السلام؟ هل سيكون لي الحق في العودة. فقال لا أعتقد, قد يعطونكم تعويضات أما أنا فأصلا غزاوي و أعيش بفلسطين.
سألني صديقي ايهاب عن رأيي فقلت له أني سأعود فورا (جنين) إذا سنحت الفرصة و لكن من أجل عيونكم أنتم الذين في الداخل أوافق على كل ما توافقون.
ألسنا في موقف تعيس و يائس؟ لماذا أقبل لو لم أكن أشعر بأنه لا يوجد مخرج آخر؟ نعم في الوقت الحالي لا يوجد مخرج آخر. أليست هذه حياة مذلة؟
صديق فلسطيني آخر حصل عللى الجنسية التركية متزوج بتركية مثلي قال لي بصراحة "أنا تركي و الحمد لله" و صار يسب العرب في كل مناسبة و عندما أقول له "ما هذا الحب المفاجيئ لتركيا؟" كان يقول "show me the money".
قال لي عمي أبو جوزيف(زوجته رومانية) أن الوطن ليس المكان الذي تولد فيه و إنما هو الذي تعيش فيه و تقتات منه. خالفته يوم قالها إلا أنني الآن محتار في امري. فهل علي أن أقضي حياتي أبنيها على أحلام لن تتحقق؟!
أنا أصلا اتخذت قراري ضمنيا يوم تزوجت باللتي رأيت فيها المرأة التي كنت أبحث عنها منذ ولدت. كان القرار يحتاج إلى شجاعة و تضحية و قد فعلت. سأقدم طلب الجنسية التركية بعد أسبوع.
بس

هناك ٣ تعليقات:

ihath يقول...

انا احمل اربع جنسيات مختلفه. اجمع جوازات السفر مثل ما يجمع بعض الناس الطوابع او العملات الاثريه. كل الجنسيات حلوه وكل بلاد ربنا حلوه

Majd Batarseh يقول...

أوافق عمك الرأي, أحس أن للبلد الذي تأخد من علمه و تقتات من خيراته عليك حق ايضاً

Arabi يقول...

شكرا بترا لزيارتك.