الاثنين، كانون الأول ٠٦، ٢٠٠٤

القرآنيون

لم أعرف أن هناك مجموعة تسمى بالقرآنيين إلى ان قرأت عنهم بالصدفة في احد المواقع الإسلامية على الشبكة. و ظننت في البداية أن هؤلاء هم من أبحث عنهم فقد توافقت معتقداتي مع الكثير مما يؤمن به القرآنيون. و شائت الأقدار ان يكون مولدهم الجديد في مصر كما هو الحال في الغالب مع اي طروحات جريئة في العالم العربي.
أثار إهتمامي أثناء بحثي عن القرآنيين في التاريخ العربي بعض أقوالهم في أهل الحديث:

قال شعبةُ ـ وهو من كبارهم ـ لأصحاب الحديث: قوموا عني، مجالسة اليهود والنصارى أحب إلي من مجالستكم، إنّكم لتصدون عن ذكر الله، وعن الصلاة) (الجامع لأخلاق الراوي للخطيب1/ 331 ح409).
وكان الفضيل بن عياض إذا رأى أصحابَ الحديث قد أقبلوا نحوه، وضعَ يده في صدره وحرّكَ يديه، وقال: (أعوذ بالله منكم) (الجامع للخطيب1/ 332 ح411).
وقال بشرُ بن الحارث: سمعتُ أبا خالد الأحمر، يقول: يأتي على الناس زمان تعطّل فيه المصاحف لا يُقرأ فيها، يطلبون الحديث والرأي، ثمّ قال: إيّاكم وذلك، فإنّه يصفق الوجه، ويكثر الكلام ويشغل القلب. (جامع بيان العلم للقرطبي2/ 125).
وقال الضحّاكُ بن مزاحم: يأتي على الناس زمانٌ يعلّق فيه المصحف حتّى يعشعش عليه العنكبوتُ لا يُنتفعُ بما فيه، ويكون أعمالُ الناس بالروايات والأحاديث. (جامع بيان العلم للقرطبي2/ 129).
وقال عبدالقاهر البغدادي: زعمتْ أنّه لا حجّةَ في شيءٍ من أحكام الشريعة إلاّ من القرآن.

القرآنيون إعتمدوا في رفضهم لتدوين الحديث و تصديقه إن لم يسمعوه مباشرة على جدليات كثيرة:
-تنبيه الرسول للصحابة بأن لا يكتبو عنه شيئاً.
-كون كل من يسمون بعلماء الحديث كانو من غير العرب و اعتبروها مؤامرة أعجمية.
-و عدم قبول كثير من الصحابة بتدوين الحديث مثل عمر بن الخطاب الذي حذر أبا هريرة و أمره بأن يتوقف عن روايته لأحاديث الرسول بين الناس و عندما توفي عمر عاد أبو هريرة يحدث. يقال أيضا أن معاوية بن أبي سفيان قال لأحدهم ما معناه إن كتبت شيئا عن الرسول فامحه.
-و قد يكون من أعظم الأسباب هو انتشار الأحاديث الموضوعة بعد وفاة النبي و حتى البخاري الذي عاش بعد موت وفاة الرسول بمئتي سنة يقول في المقدمة انه جمع 600000 حديث من بينه7275 صحيح. يا أخي أنا في حرب الخليج سمعت أيضا أحاديث موضوعة مثل "سيأتي من أمتي رجل إسمه صادم". و أعلم أيضا ان محمد ناصر الدين الألباني ما زال يصحح بعض الأحاديث و يضعف أخرى إلى أن مات قبل سنوات قليلة في الأردن.

ما يحزنني هو ان القرآنيون الجدد بالغوا كثيرا على ما يبدو فبعضهم لا يقبل حتى بالطريقة التي نؤدى بها الصلاة اليوم و هذه فعلا مغالاة. لا أعتقد أننا تعلمنا كيف نصلي عن طريق الأحاديث بل كان هناك أناس صلوا خلف الرسول ثم تعلم منهم أبناؤهم و هلم جراً إلى يومنا هذا.
ليه كده يا قرآنيين.
بس

هناك ٩ تعليقات:

R يقول...

صاحب فكر مشابه القبطان عبد العزيز الشربينيّ والدكتور عصمت الشربينيّ

في كتابهما غير المطبوع

آيات رحمانيّة وحكمة شيطانيّة ولكن...
أحياناً يخالف المنطق الحقيقة..
غالباً ما يخالف المنطقيّ الحقيقيّ...
ولاّ إيه؟
بس

Arabi يقول...

سألقي نظرة على ذلك الكتاب لأني لم أسمع بالمؤلف في الحقيقة.
لكن إضغط على رابطة احمد منصور يمين الصفحة. أحب القراءة لذلك الرجل.
بس

ألِف يقول...

لم أكن سمعت عن طائفة القرآنيين من قبل، و لكنها استدعت إلى فكري طائفة القرائين اليهود الذين لا يعترفون بغير الأسفار الخمسة.
إن لم أكن مخطئا فعدد الأحاديث التي جمعها البخاري كان 40 ألفا. لا أعرف على وجه الدقة ما يعتبر منها صحيحا، و لكن من ضمن هذا العدد فإن ما يقبله العقل على أنه يمكن أن يكون قد بدر عن شخص شهد له معاصروه بالعقل و الذكاء و البساطة مثل محمد بن عبد الله قليل جدا.

Arabi يقول...

مرحبا أليف. انا بحثت مرة أخرى و وجدت مقالا يقول أنها 600000 حديث إختار منها 7275 حديث.

http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/12/article15.SHTML

AG يقول...

تيار القرآنيين متزايد بالفعل. وبغض النظر عن مجمل الأحاديث التي اختبرها البخاري بشروطه (أن تكون صحيحة سندا، ولا تعارض مصدرا أقوى متنا)، فعلى فرض أنه عمل أربعين عاما متصلة، فقد استغرق حوالي اليومين في كل حديث أثبت أنه صحيح، نايهك عن مدى التزامه الفعلي بمثل هذه المعايير الصارمة.

Arabi يقول...

أتمنى أن يستمر ازدياد عددهم بدون غلو. يا رب آمين.
و الله حتى لو كان التزم البخاري بكل المعيير التي اخترعها بنفسه و أصحابه فهو أيضا مخطئ. حكى الأستاذ أحمد منصور قصة تقول:
وقف المتهم بالقتل فى قفص الاتهام ونودى على الشاهد الاول ،سأله القاضى :هل اعترف امامك المتهم بالجريمة ؟ فقال الشاهد :لم اسمعه بأذنى ،وانما اخبرنى باعترافه اخى.عندها اسقط القاضى شهادته واستدعى اخاه فقال: لم اسمع اعترافه بنفسى وانما روى لى هذا الاعتراف ابي ،فأسقط القاضى شهادته واستدعى اباه ، فقال الاب :لم اسمع اعترافه ولكن روى الاعتراف لى ابى الذى مات امس. ومن الطبيعى ان يطلق القاضى سراح المتهم ويطرد الشهود لانهم ليسوا شهودا .حيث ان الشهادة تكون بالسماع الشخصى المباشر والرؤية العيانية المباشرة ....
بس

ALBSYOUNY يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم يزعجني أن أري أو أسمع شخصا بل أقول شيئا يتطاول علي رموز العلم في الإسلام
مثل الإمام البخاري متهما إياه بأنه قاض غير منصف وحكمه علي المتهم جائر !!!
أقول لمثل هذا الببغاء الذي يردد كلام من سماه أبوه أحمد منصور
أنت تطلب من القاضي أن يوقظ الرسول من قبره بعد وفاته ليشهد بصحة الحديث
وإلا فليضرب بهذا الحديث عرض الحائط إذا فقد وصلت إلي الفخ الذي سبقك
إليه سلفك وهو شعار "لا للسنة"
وأقول لك أيها الذكي بأن سماعك عن سيرة جدك الأكبر من جدك الأصغر الأمين في كلامه
أهي أيضا ضرب من العبث هل تريد إحياء جدك الأكبر ليرويها بنفسه وإلا كذب جدك الأصفر

إذا لنلقي بكتب السابقين كلها في البحر ولنبدأ من جديد وبنبي جديد !!!!
ولتهنؤا بإيذائكم للبخاري والصحابة والرسول في قبورهم …

TAREKGMAL يقول...

رأيت البعض هنا يشير إلي بعض العلماء بأنهم كانوا من القرآنيين -(الطائفة المضادة للمحدثين)-!
والأغرب من هذا قوله بأن العلماء الذين ذكرهم كانوا يناوؤون المحدثين !!
إنا لله وإنا إليه راجعون
أقول لك أيها الكاتب بأن من ذكرتهم مثل شعبة والفضيل هم من كبار المحدثين
وأقول لك بأن المأثورات من أقوالهم أغلبها كان لطلابهم المزعجين لهم ممن كانوا يلحون عليهم في الطلب
بل إزيد بأن شعبة كان يضع لهم كلبا
علي بابه ليدفعهم
فهل جعلت من شتم الأستاذ لتلميذه تأديبا موضوعا تقيم عليه تلبيسك
اتق الله وضع نقلك في محله

Ayman Amin يقول...

رجاء النظر فى هذه المقالة "الرد على القرآنيين فى حجة السنة و إجماع الأمة" على الرابط التالى :-
http://knol.google.com/k/ayman-ibrahim/-/3f0gcxfhwffeo/5?hl=ar#